سورة إبراهيم - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ (17) مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18)} [إبراهيم: 14/ 13- 18].
حينما انهزم أهل الضّلال في النّقاش والحجاج العقلي أمام رسلهم، لجؤوا إلى التهديد والوعيد والإيذاء بالقول والفعل، وتوعّد الرّسل إما بالطّرد والإبعاد من بلادهم، وإما بالعودة إلى الوثنية الملّة الموروثة عن الآباء والأجداد، فأوحى الله لرسله قائلا لهم: لنهلكنّ الظالمين المشركين، ولنسكننكم أنتم وذرّيتكم أرضهم وديارهم من بعد هلاكهم، عقوبة لهم على تهديداتهم، ذلك الإعلان للحكم الموحى به بإهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين ديارهم، لمن خاف موقفه بين يدي ربّه، وهاب وعيده بالعذاب والعقاب.
ثم أبان الله تعالى بقوله: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)} أي إن الرّسل سألوا إنفاذ الحكم بنصرهم وتعذيب الكفرة، فأجابهم ربّهم لما طلبوا، ولم ينجح كل جبّار، أي متعظم في نفسه، لا يرى لأحد عليه حقّا، معاند للحق، منحرف عنه، فهو عنيد، أي يعاند ولا ينقاد للحق، ولا ينصاع لنداء الله بالإيمان.
وكان أمام هذا الجبار العنيد جهنم بانتظاره، بعد حذره وتحفظه، ويسقى في النار من ماء صديد، أي مما يسيل من أجساد أهل النار من قيح ودم، فهو ليس بماء في الحقيقة، وإنما ماؤه هذا الصديد المتغير الذي يخرج من الجوف. يتحسّاه جرعة بعد جرعة، ولا يكاد يبتلعه، لكراهته، وسوء طعمه ولونه وريحه، مما يدل على التّألم حين ابتلاعه، كما جاء في آية أخرى: {وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ} [محمد: 47/ 15].
ويروى أن الكافر يؤتى بالشربة من شراب أهل النار، فيتكرهها، فإذا أدنيت منه، شوت وجهه، وسقطت فيها فروة رأسه، فإذا شربها قطّعت أمعاءه.
ويأتيه ألم الموت، وشدة نزع الروح من كل مكان، من غير إبقاء شعرة في بدنه، ولا يراح بالموت، فلا يموت، كما جاء في آية أخرى: {لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها} [فاطر: 35/ 36].
وله من وراء ذلك كله عذاب غليظ، أي شديد صعب مؤلم، أشد غلظة مما سبقه، وهو دائم غير منقطع.
ويتأسف الكفار على أعمالهم الصالحة في الدنيا التي ضاعت هدرا، ولم تنفعهم في الآخرة، ويكون لهم مثل أو صفة عجيبة، فالذين كفروا أعمالهم الصالحة من صدقات وصلة أرحام وبرّ والدين، كمثل الرماد الذي اشتدت به الريح العاصفة، في يوم عاصف، أي ذي ريح شديدة قوية عاتية، فلم يقدروا على شيء من أعمالهم التي كسبوا في الدنيا، إلا كما يقدرون على جمع هذا الرماد، في يوم القيامة، ذلك هو الضلال البعيد، أي ذلك السّعي والعمل على غير هدى ولا استقامة ولا إيمان:
مغرق في البعد عن الحق والنجاة، حتى فقدوا ثوابه، لفقدهم شرط قبوله: وهو الإيمان. وشبّهت أعمال الكفار ومساعيهم- في فسادها وقت الحاجة وتلاشيها- بالرماد الذي تذروه الرياح وتفرقه، لشدّتها حتى لا يبقى لها أثر، ولا يجتمع منه شيء.
وتبديد ثمرة أعمال الكفار مقرر في القرآن الكريم في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23)} [الفرقان: 25/ 23].
حوار أهل النار:
أوضح الله تعالى في قرآنه صورة متوقعة بين أهل النار وهي الجدال والحوار الحادّ بين الضعفاء والمستكبرين، وبين الأتباع والسادة، يدلّ على النّدم الشديد والتّأسف العميق، لما آل إليه الفريقان من عذاب شديد، بسبب قصر النظر وضعف الإدراك وقلّة الوعي، واتّباع الأهواء والشهوات، على الرغم من إقامة الأدلة القاطعة على وضوح الرؤية والمصير، وعلى قدرة الله ووجوده ووحدانيته، وتتابع، التحذيرات والتهديدات بتبدّل الأوضاع وانقلاب الأحوال. قال الله تعالى واصفا هذا الوضع:


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20) وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ (21)} [إبراهيم: 14/ 19- 21].
أخبر الله تعالى عن قدرته في إعادة الأرواح للأبدان وبعث الناس أحياء من القبور يوم القيامة، بدليل قدرته على خلق السماوات والأرض وما فيها من كواكب ومجرّات ونجوم ذات أحجام تبلغ مئات الملايين من المساحات. فمن قدر على هذا الخلق البديع، قادر على إفناء الناس والإتيان بخلق جديد، ومخلوقات ذات صفات مختلفة. ومعنى كون السماوات والأرض مخلوقة بالحق، أي بما يحق في وجوده، من جهة مصالح عباده، وإنفاذ سابق قضائه، للإدلال على وجود الخالق وعلى قدرته. ثم توعّد الله تبارك وتعالى بقوله: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} أي إن يرد الله يعدمكم ويطمس آثاركم، ويأت بمخلوقات أخرى جديدة من بني آدم أو غيرهم، وليس ذلك على الله بممتنع.
وبعد جمع الناس في المحشر وبعثهم من القبور، وبروزهم أمام الله جميعا في ساحة واحدة، وموقف حساب واحد، تظهر الحقيقة الناصعة، ويبدو الندم الذي يأكل الأكباد، ويشتدّ الحوار والجدال بين أهل النار، فيقول الضعفاء، أي الأتباع، للسادة القادة المستكبرين في الرأي والمواقف المعاندة والتّنكّر لعبادة الله: إنا كنا لكم تابعين، مقلّدين في الأعمال، نأتمر بأمركم، ونفعل فعلكم، فكفرنا بالله، وكذّبنا الرّسل، وهجرنا كلام الله متابعة كلام الله متابعة لكم وتأثّرا بآرائكم، فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء، أي هل أنتم تدفعون عن اليوم بعض عذاب الله، كما كنتم تعدوننا وتمنّوننا؟! فأجابهم المستكبرون القادة: لو هدانا لله لدينه الحق، ووفقنا لاتّباع أوامره، وأرشدنا إلى الخير، لهديناكم وأرشدناكم إلى سلوك الطريق الأقوم، ولكنه لم يهدنا، فحقت كلمة العذاب على الكافرين.
ثم أعلنوا يأسهم من النجاة فقالوا: ليس لنا خلاص ولا منجى مما نحن فيه، سواء صبرنا على العذاب، أو جزعنا وتضجرنا منه، فيكون الصبر والجزع سواء، فلا نجاة لنا من عذاب الله تعالى.
عن محمد بن كعب أن أهل النار يقولون: إنما نال أهل الجنة الرحمة بالصبر على طاعة الله تعالى، فلنصبر، فيصبرون خمس مائة سنة، فلا ينتفعون، فيقولون:
فلنجزع، فيضجّون ويصيحون، ويبكون خمس مائة سنة أخرى، فلا ينتفعون، فيقولون هذا القول الذي في الآية: {سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ}.
وظاهر الآية أنهم يقولون ذلك في موقف العرض، وقت البروز، بين يدي الله تبارك وتعالى.
ويتكرر هذا الحوار بعد دخول الكفار في النار، كما قال الله تعالى: {وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (47) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48)} [غافر: 40/ 47- 48].
وإيراد هذا الحوار سلفا في الدنيا ليكون حافزا على العظة والعبرة، وتحذيرا للناس من الوقوع فيه قبل أن يفوت الأوان، وييأس كل واحد من النجاة.
حوار آخر بين الشيطان وأتباعه:
يجري حوار حاد يوم القيامة بين فئتين من أهل الضلال: بين الضعفاء الأتباع، وبين المتبوعين السادة، كما تقدم، وبين الشيطان وأتباعه من الإنس، نبّه الله تعالى سلفا في قرآنه على بنود هذا الحوار بنوعيه ليحذر العاقل، ويتجنّب الانزلاق من دعاة السوء، وهذا الحوار الثاني أضعف من الحوار الأول لأنه يشتمل على تبرؤ الشيطان من وساوسه، أما الحوار الأول فيتذرع فيه السادة خطأ بأن الله لم يهدهم إلى سواء الصراط. ويستوي الفريقان بتبرؤ المتبوعين من الأتباع. وصف القرآن الكريم مضمون حوار الشيطان مع أتباعه:


{وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (23)} [إبراهيم: 14/ 22- 23].
هذا تصريح خطير بضعف كيد الشيطان ووساوسه، وبكذبه وخيانته في الدنيا، واعترافه بتحمّل أتباعه مسئولية ذنبهم وخطيئتهم، فإنهم هم الذين استجابوا لدعوة الشيطان من غير وجود سلطان له عليهم، فهو أي إبليس يقوم خطيب السوء، ولكنه صادق بهذه الآية فيما يقول يوم القيامة. على عكس حوار البشر الضعفاء مع سادتهم، كان للسادة نوع من السلطة والنفوذ على أتباعهم، وكانوا أيضا مخطئين في الفهم والإدراك.
والمراد بالشيطان هنا: إبليس الأقدم نفسه، قال لأتباعه بعد أن تم القضاء بين العباد، فأدخل الله المؤمنين الجنة، وأسكن الكافرين النار: إن الله وعدكم بالبعث والجزاء وعد الحق الثابت الأكيد على ألسنة رسله، وأما أنا فوعدتكم ألا بعث ولا جزاء، ولا جنّة ولا نار، فأخلفتكم موعدي، إذ لم أقل إلا باطلا من القول وزورا.
ولم يكن لي عليكم فيما دعوتكم إليه سلطان، أي غلبة وقدرة وملك، أي ما أكرهتكم على شيء ولا خوّفتكم بقوة مني، بل عرضت عليكم شيئا، فأتى رأيكم عليه. فلا تلوموني، أي لا ذنب لي، ولوموا أنفسكم في سوء نظركم وقلة تثبتكم، فإنكم إنما أتيتم وصرتم أتباعي عن بصيرة منكم وتكسب ومصلحة، فأنتم الذين أسرعتم إلى إجابتي باختياركم، فيكون الذنب ذنبكم، لكونكم لم تسمعوا إلى دعاء ربكم الذي دعاكم دعوة الحق بالحجج والبينات، فخالفتم مقتضى العقل والحكمة والبرهان الداعي إلى الصواب.
ما أنا بمصرخكم ولا أنتم بمصرخي، أي ما أنا بمغيثكم ولا نافعكم ولا منقذكم من العذاب، وما أنتم بمغيثّي لا نافعيّ بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال.
ويتابع الشيطان إبليس خطابه لأتباعه بقوله: إني كفرت، أي إني أنكرت وجحدت اليوم إشراككم إياي من قبل في الدنيا مع الله تعالى في الطاعة التي ينبغي أن يفرد الله بها. إن الظالمين، أي الكافرين في إعراضهم عن الحق، واتباعهم الباطل، لهم عذاب مؤلم.
والمقصود كما تبين: تنبيه الناس إلى تبرؤ الشيطان من وساوسه في الدنيا، وحضهم على الاستعداد ليوم الحساب، وتذكر أهوال الموقف يوم القيامة. وهذا حال الأشقياء.
وتذكيرا بأحوال السعداء، أتبع الله تعالى ذلك ببيان ما يلقونه من فضل إلهي في موقف الحساب والجزاء بين يدي الله تعالى، فقال سبحانه: { وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ويدخل الملائكة الذين صدّقوا بالله ورسوله، وأقروا بوحدانيته، واتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، يدخلونهم جنات (بساتين) فيها الأنهار الجارية في كل مكان، وهم ماكثون فيها إلى الأبد، لا يحوّلون عنها ولا يزولون منها، بإذن ربهم، أي بتوفيقه وفضله وأمره. وتحييهم الملائكة بالسلام بإذن ربهم، والإذن هنا عبارة عن القضاء والإمضاء. وتحية السلام من الملائكة تكريم للمؤمنين والمؤمنات، كما جاء في آيات أخرى، منها: {حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ} [الزمر: 39/ 73].
والسلام: رمز الأمان والاطمئنان، والإشعار بالنعمة والاستقرار، وإفادة الرضا والقبول من الله، والإظلال بالرحمة والفضل الإلهي.
الكلمة الطّيّبة والكلمة الخبيثة:
الكلمة أمانة، والمقصد الأسمى من التشريع الإلهي والوحي الرّباني: هو تهذيب الإنسان وتربيته، بالقول والفعل، فقوله أو كلامه ينبغي أن يكون طيّبا ليّنا مجاهرا بالحق، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وفعله يلزم أن يكون صالحا حسنا، يتفق مع أوامر الله تعالى، ويكون للكلمة الطيبة تأثير السّحر في النفس، ومفعولها دائم شامل، يصدر عنها كل فضيلة وخير وإحسان، وأما الكلمة الخبيثة فلها مردود عكسي وتأثير سلبي، تضرّ ولا تفيد، وهي كالوباء، ولا خير فيها ولا بقاء. والله سبحانه يثبّت أهل الحق، ويضلّ أصحاب الظّلم والجور، قال الله تعالى واصفا ومقارنا بين الكلمة الطيّبة كلمة الحق، والكلمة الخبيثة: كلمة الباطل ومبيّنا مثل كلّ منهما:

1 | 2 | 3 | 4